زينج وزانج
حسنًا... لقد التقطت لي صورة بتلك الألة العجيبة التي تُمسكها بيديك. أظُن أنني رأيتُ مثلها من قبل! ما الذي جاء بك إلى هنا؟ أأنت مغامر.. أليس كذلك؟ تبدو لي من النوع الذي يعشقُ السفر والترحال ورؤيا الجديد والعجيب، أنا مثلُك يا صديقي.. أعشق السفر والترحال، وبصحبتي صديقاي زينج وزانج، هل تستطيع التمييز بينهما؟ أنا لا أستطيع التمييز بينهما في الشكل، لكن زانج أعلى صوتًا من رفيقُه الهادئ بطبعه. هُما بصحبتي دائمًا في كل مكان أذهبُ إليه. هما صديقاي منذ أن كانا فرخين صغيرين، وجدتهما بالقرب من ضفة النهر، كُنت أُخططُ أن أجعلهما وليمةً شهيةً لي عندما يبلغان من النمو مبلغًا يمتلآن فيه باللحم... أظن أن مذاقهمها سيكونُ طيبًا، لكن عشرتُهما كانت رائعة، فوأدتُ تلك الفكرة لأنني سأحزن لفراقهما حقًا.
آه... نسيتُ أن أقدم لك نفسي... تشو.. هكذا يُناديني الناس، أحيا هنا منذ زمن بعيد على ضِفة هذا النهر، أعيش وحيدًا كما يبدو لك؛ باستثناء رفيقاي، زينج وزانج إذا كُنت نسيِتَ اسميهما. وإذا سألتني عن وحدتي تلك، فكُلُ ما أستطيع قولُهُ لكَ أنني وجدتني هكذا.. وحيد، فتأقلمت على حياتي تلك، وربما هذا ما دفعني للسفر حتى أدمنته، كُل ليلة أُبحرُ في النهر حتى أصل للبحيرة الواسعة التي أرى على ضفافها مشاعل مُنيرة تُثير بداخلي شجون أن تحيا وحيدًا دون رفيق... لا تنظر إليَّ هكذا، لا... لن آكُل زينج وزانج... مهما كانت المُغريات...
هل أنت جائع مثلي؟ عيناك تفضحاك وصوت أمعاءك الفارغة تصرخ في الأصم... لا... قُلتُ لك لا لن نأكل زينج وزانج... أعلم أن طعمهما سيكون شهيًا.. لكن كيف سأعيشُ من دونِهما؟ اللعنة على الجوع.. هلُمَ بنا لنصطاد سمكًا من البُحيرة... هيا أقفز من القارب وكن بجواري على قاربي، لنُمارس الصيد... هيا... هيا.
هيلا هوب... يا لها من قفزة رائعة أمالت بنا القارب فكدنا نُصبحَ بسببها طعامًا لسمكٍ كنا نظنُه طعامًا لنا... هيا... هيا تناول المجداف ولنُجدف سويًا، لديك ذراعان قويان... هذا رائع... يُمكننا الوصول سريعًا للبُحيرة... أرأيت ها قد وصلنا.
رائحة الشواء عظيمة... لم تُدغدغ أنفي منذ زمن... أمممممممم طعمٌ رائع، ما رأيك يا صديقي؟ الطعامُ لذيذ، لم أتذوق طعامًا شهيًا بمثل هذه الروعة. أتعلم ما الذي يؤلمُني حقًا وأنا أتلذذُ بذلك اللحم الشهي... هو صوت قرمشة عظام زانج... حتى وهو يؤكل صوته عالٍ جدًا.
