top of page

من أنا؟ ولماذا أنا هنا؟ 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنا محمود محمد محمود محمد أحمد، مواليد القاهرة في 13 أبريل 1984، برج الحمل.. إذا كنتم شغوفا بالأبراج، برج الفأرة.. إذا كنتم شغوفا بالأبراج الصينية… أما إذا كنتم غير شغوفين بهذا الموضوع فقد أرحتم أنفسكم وإياي من هذا الموضوع.

أعزب… ولا أعول، وإذا كان الفضول قاتلا لمعرفة سبب كوني أعزب حتى هذه السن، فالجواب ليس لدي، بل لدى الكاتب الكبير عباس محمود العقاد، عندما أجاب: حينما توفرت الرغبة لم تتوفر الوسيلة، وعندما توفرت الوسيلة لم تتوفر الإرادة، وحينما توفرت الإرادة فقدت الرغبة والوسيلة.

أعمل محاسبا في إحدى الكيانات الصناعية الكبرى منذ عام 2011، قبلها بإحدى الشركات، وبإحدى مكاتب المحاسبة، وقبلها كأي شاب يعمل في الإجازة الصيفية ليكسب قوته في فترة الإجازة، فكان من العيب أن تكون شحطا كبيرا وتُمد يدك لأسرتك طالبا المصروف.

ربما سيتعجب من يعرفني جيدا مما سيراه هنا أو مما سيقرأه، ولسبب بسيط جداً، وهو أنني كنت تافها جدا، حياة فارغة مملة تدور في فلك العمل واللهو والأكل، لكني كنت اقرأ كثيرا – ولا زلت – فمتعة القراءة لا تضاهيها متعة، بدأت منذ سنوات الطفولة، ليست المبكرة بالطبع، تقريبا منذ سن التاسعة أو العاشرة.

أصدقاء تلك المرحلة معرفون للجميع، فلاش وشقيقه الأصغر سماش للأستاذ خالد الصفتي، سلسلة رجل المستحيل وملف المستقبل للدكتور نبيل فاروق، سلسلة ما وراء الطبيعة وسفاري للدكتور أحمد خالد توفيق، مجلات ميكي، وتان تان.

لكن لضيق ذات اليد في تلك الفترة كان المسموح بشرائه بالكاد عددين فقط طوال الإجازة الصيفية، حيث أن فترة الدراسة كان محرما فيها أي شيء سوى المذاكرة فقط، وعليه فكنت أقرا الكتب المتاحة فقط في فترة الصيف سواء القديمة أو الجديدة، ولذلك لا عجب في أنه كان بإمكاني وقتها أن أكرر على مسامعك كل كلمة مكتوبة، وأيضا لا عجب أنني حفظت أماكن الأخطاء المطبعية.

المهم، مرت هذه الفترة بحلوها ومرها حتى تخرجت عام 2006 ودخلت دوامة العمل أو المفرمة أو الساقية كما يحلو لي تسميتها، وحلم الكتابة يخبو ويزداد على فترات، أجلس وأكتب وألتزم بالكتابة يوميا ثم ابتعد قليلا بفعل ضغوط العمل وعندما أعود للكتابة وأقرا ما كتبته، أمزقه وألقيه في أقرب سلة مهملات وهكذا أستمر الحال لفترة، ومع تحسن الأحوال المعيشية تدريجيا عدت لشراء الكتب، كان الوقت متاحا للقراءة لكن بالنسبة للكتابة كان صعبا جدا لظروف العمل القاسية والضغوط النفسية التي يلقيها، فما يتبقى من اليوم يكفي للذهاب والعودة لمكان عملي والنوم فقط ليتحول بيتنا فيها إلى فندق للنوم والطعام فقط.

ما علينا، وفي صيف عام 2016 وبعد مرور عشرة أعوام على التخرج، كنت مستلقيا على السرير ممسكا بهاتفي المحمول وأتصفح فيسبوك إذا بإعلان عن ورشة مدتها ثلاثة أيام للتدريب على كتابة القصص القصيرة والروايات، تصفحت الإعلان وتعرفت على مكان الورشة وتكلفتها التي ما أن عرفت قيمتها قلت: بس؟!… هقول إيه بس… الزهر لما يلعب.

حجزت مقعدي في تلك الورشة والتزمت بها بكل حماس، في البداية كنت متحمسا لكتابة السيناريو لكني خلال الورشة اتضح لي أن كتابة الرواية أمتع وأشمل من كتابة السيناريو واكتشفت أيضا أن الكاتب أو الروائي أو القاص عندما يكتب عملا ما فهو المؤلف والمخرج والمونتير والمؤلف الموسيقي والناقد أيضا، وأن ظل لكتابة السيناريو روقنه ومزاجه الخاص.

وكعادتي التي لن أشتريها نسيت الأمر قليلا، وأظن أن ضغوط العمل كانت السبب، حتى حدث أمران أعادا الحماس بكل قوة:

الأول: جلست فترة في المنزل بسبب وضع قدمي بالجبس وابتعادي عن ضغوط العمل المباشرة وان كانت ضغوط العمل غير المباشرة موجودة (تليفونيا.... ارحموني يا جدعان).

الثاني: ما كتبه صديقي العزيز -عبقري الجرافيكس- أحمد حمدي غازي في صفحته على فيسبوك كان ملهما حقا، حيث كتب وأنقلها حرفيا دون تدقيق إملائي:

" أكتر حاجة بتزعلنى اللى ربنا إداله موهبة أو هوايه أو حتى ميول لشئ وبيضيعها ومبيهتمش بيها وبيضيع وقته فى حجات تانيه مش هتفيده ومش مدرك إن الحجات اللى بيضيعها دى هى الهَوية الحقيقية لشخصيته وقيمته الحقيقية ".

ألهمني كلامه جدا وقررت أن أذكر كلامه هذا في الإهداء الخاص بأول رواية لي يتم نشرها تكريما وتقديرا له على إعادتي للكتابة مرة أخرى، وبالفعل، عدت للكتابة، نفضت أكوام التراب المتراكمة على عقلي وعلى كتبي والأوراق التي دونت فيها ما تعلمته في ورشة الكتابة، وجلست بكل الاهتمام وقد عادت نار الشغف للاشتعال مجددا.

عموما، إذا أعجبكم ما أكتبه فشكرا لكم على اقتطاع جزء من وقتكم لمطالعة كتاباتي، وأن لم يعجبكم ما قرأتموه وترك أثرا سلبيا، فسامحوني فأنا لم أكن أقصد ذلك، وأقتبس من الأستاذ الكبير بلال فضل – بعد أن يأذن لي بالطبع – ما كتبه على صفحته على فيسبوك:

" كاتب على باب الله، إذا أغضبك ما أكتبه فأرحم نفسك بالأنفولو، ودع ما يغيظك إلى ما لا يغيظك، فالحياة قصيرة ".

فضل الله علينا لا يُنكره إلا الجاحد، فبعد شكري لله عز وجل على نعمته وفضله، يتوجب على أن أقدم الشكر لمن ساهموا في ما أنا عليه الآن، وسأذكرهم بترتيب ظهورهم في حياتي:

  • أبي وأمي وأخوتي… آسف أن كنت قد خيبت ظنكم بكي في أحد الأيام.

  • الأستاذ خالد الصفتي، الدكتور أحمد خالد توفيق، الدكتور نبيل فاروق، الأستاذ بلال فضل، الدكتور يوسف زيدان… شكرا لكم ولكتاباتكم التي شكلتني.

  • الصديق العزيز " رامي عبد الحكيم " الذي شجعني على الاستمرار.

  • الصديق أحمد حمدي غازي على دعمه لي – دون قصد طبعا – والذي أتمنى أن يتسع وقته يوما ما ليساعدني بمهاراته في تصميم الموقع الخاص بي.

  • الأستاذ " محمد عباس " ومجموعة وفريق عمل الورشة ، والأستاذ " محمد تهامي " ومجموعته.

  • الأستاذ " أحمد حنفي " على تصميم الشعار الخاص بي.

  • الأستاذة " غادة عبد العال " على ورشة كتابة السيناريو، ومجموعة ورشة سيما وجميع الزملاء.

  • الأديبة والروائية الجميلة هدى أنور، والمجموعة الرائعة الحالية والقادمة في أسرة المُعتكف الكتابي... فقد اكتشفت معهم عالما جديدا مليء بالمحبة والترابط.

عموما، لكل هؤلاء ممن ساعدوني بالنصائح أو بالتقريع أو سخر منيّ في أحد الأيام… شكرا لكم جميعا.

ها قد عرفتم من أنا… أما سبب وجودي هنا فأنني أريد أن أشارككم كتاباتي وما أشعر به، وكما قلت في السطور السابقة شكرا لكم على اقتطاع جزء من وقتكم لمطالعة كتاباتي، وأن لم يعجبكم ما قرأتموه وترك أثرا سلبيا، فسامحوني فأنا لم أكن أقصد ذلك.

وختاما أتوجه بالنصيحة إلى كل تائه في غياهب هذه الدنيا وأنا أولهم " أيقظ حلمك، وأزل الغبار المتراكم على عقلك، عندما تفعل ذلك، ستكتشف وقتها أن في الحياة اهتمامات أخرى لا تقل عن أهمية البحث عن لقمة العيش ".

bottom of page